في ليلة كروية دراماتيكية لا تُنسى، كتب نادي باريس سان جيرمان صفحة جديدة في تاريخه بعد أن تُوّج بلقب السوبر الأوروبي، عقب مواجهة ملحمية أمام نظيره الإنجليزي توتنهام هوتسبورز، انتهت في نهايتها بركلات ترجيح مثيرة حسمت اللقب لصالح الفريق الفرنسي بـ 4 أهداف مقابل 3. المباراة التي أقيمت مساء الأربعاء 13 من غشت 2025 على ملعب ستاديو فريولي بمدينة أوديني الإيطالية، شهدت حضور جمهور تجاوز 21,025 متفرجًا، متحمسًا لمتابعة واحدة من أكثر المباريات إثارة هذا الموسم.
انطلاقة المباراة وتقدم توتنهام
بدأت المباراة بسيطرة واضحة من الفريق الإنجليزي، حيث نجح توتنهام في تسجيل هدفه الأول في الدقيقة 39 عن طريق المدافع ميكي فان دي فين، إثر كرة ارتدت من القائم إلى الشباك، معلنًا تقدم فريقه. ومع بداية الشوط الثاني، عزز توتنهام تقدمه بهدف ثانٍ في الدقيقة 48، سجله كريستيان روميرو برأسية قوية لم يتمكن حارس باريس سان جيرمان شوفالييه من صدها.
رد باريس سان جيرمان ودراما العودة
رغم البداية الصعبة، لم يستسلم باريس سان جيرمان، حيث بدأ في تقليص الفارق تدريجيًا بفضل التغييرات التكتيكية التي أدخلها المدرب لويس إنريكي. ففي الدقيقة 85، سجل لي كانغ-إن هدفًا رائعًا من مسافة بعيدة، لتشتعل المباراة مع اقتراب نهايتها. وبعد دقائق درامية من الشوط الثاني، نجح غونزالو راموس في إدراك التعادل في الدقيقة 90+4، مستفيدًا من تمريرة ذكية من عثمان ديمبلي، لتتجه المباراة إلى ركلات الترجيح التي كانت كافية لتحديد البطل.
ركلات الترجيح والحسم
شهدت ركلات الترجيح توترًا شديدًا، حيث أضاع لاعبا توتنهام ميكي فان دي فين وماثيس تيل فرصتين ثمينتين، بينما نجح نونو مينديز في تسجيل الهدف الحاسم ليُتوج باريس سان جيرمان باللقب لأول مرة في تاريخه، محققًا إنجازًا تاريخيًا للنادي الفرنسي على الصعيد الأوروبي.
الأفضل في المباراة وتصريحات المدربين
اختير عثمان ديمبلي رجل المباراة، تقديرًا لدوره الحاسم في صناعة هدف التعادل، وكونه أحد العناصر الأساسية التي ساهمت في قلب مجرى اللقاء.
وأكد مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي عقب المباراة: "لم نستحق الفوز في 80 دقيقة، لكن الحظ كان حليفنا في الدقائق الأخيرة، واللاعبون قدموا ما استطاعوا رغم التحضير القصير الذي لم يتجاوز 5 أو 6 أيام".
من جهته، عبر مدرب توتنهام توماس فرانك عن فخره بفريقه، قائلاً: "أداؤنا كان ممتازًا تكتيكيًا، لكن كرة القدم أحيانًا تمنح النتائج عكس مجرى الأداء."
تحليل أداء أشرف حكيمي
برز النجم المغربي أشرف حكيمي كلاعب محوري في اللقاء، على الرغم من أنها كانت أول مباراة له هذا الموسم بعد العودة من العطلة. وكان حضوره واضحًا في الجهتين الدفاعية والهجومية، حيث ساهم بشكل مباشر في تمريراته الذكية وصناعة فرص الأهداف، مؤكدًا مكانته كأحد أبرز لاعبي المباراة. وقد نال حكيمي إشادة واسعة من المتابعين والمحللين، الذين وصفوه بأنه "البطل الخفي وراء ريمونتادا باريس سان جيرمان".
البعد التاريخي للإنجاز
يُعد هذا التتويج أول مرة يحقق فيها باريس سان جيرمان لقب السوبر الأوروبي، ليصبح أول نادٍ فرنسي يصل إلى هذا الإنجاز. ويأتي هذا اللقب ضمن سلسلة بطولات حققها النادي مؤخرًا، تشمل الانتصار في دوري أبطال أوروبا، وكأس فرنسا، والدوري المحلي، في ما اعتُبر "ثلاثية قارية" استثنائية فاقت كل التوقعات.
بهذا الفوز التاريخي، يكتب نادي باريس سان جيرمان فصلًا جديدًا في سجله الأوروبي، وتُسجّل ليلة الأربعاء 13 من غشت 2025 في ذاكرة عشاق كرة القدم الأوروبية. إنجاز يعكس الإصرار، العزيمة، والروح القتالية للاعبي الفريق، وعلى رأسهم النجم المغربي أشرف حكيمي، الذي برز كبطل مؤثر في قلب أحداث المباراة.
باريس سان جيرمان اليوم ليس مجرد فائز، بل رمز للإرادة والتحدي، ودرس لكل الفرق الأوروبية في كيفية العودة من المستحيل وتحويل التحديات إلى تاريخ لا يُنسى.