نيروبي – 14 غشت 2025 – أعاد المنتخب المغربي للاعبين المحليين آماله في التأهل إلى الدور ربع النهائي من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين "شان 2025"، بعد أن حقق فوزًا مهمًا على منتخب زامبيا بنتيجة 3-1، في المباراة التي جمعتهما اليوم الخميس على أرضية ملعب "نيايو" الوطني بالعاصمة الكينية نيروبي، برسم الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى.
بداية قوية وأهداف حاسمة
دخلت النخبة الوطنية المواجهة برغبة واضحة في تعويض الخسارة أمام كينيا في الجولة السابقة، حيث اعتمد المدرب طارق السكتيوي على تشكيلة أساسية ضمت الحارس المهدي الحرار، إلى جانب باش، والوادني، وبولكسوت، وأيت أورخان، والمليوي، وعسال، وبلعامري، والرياحي، إضافة إلى مهري وحريمت.
منذ الدقائق الأولى، فرض المنتخب المغربي إيقاعه الهجومي، وهدد مرمى الحارس الزامبي فرانسيس موانسا في أكثر من مناسبة، إلا أن سوء الحظ وتألق الدفاع حالا دون تسجيل هدف مبكر. وفي الوقت الذي كانت فيه مجريات الشوط الأول تسير نحو التعادل السلبي، جاءت الدقيقة 45+2 لتعلن عن الهدف المغربي الأول، بعد أن نفذ يوسف مهري ركلة ركنية بإتقان، وجدت محمد حريمت في المكان المناسب ليسدد كرة قوية استقرت في الشباك، منهياً الشوط الأول بتقدم مغربي 1-0.
الشوط الثاني… أهداف وإثارة
مع بداية الجولة الثانية، حاول المنتخب الزامبي مباغتة الدفاع المغربي، ونجح في هز الشباك في الدقيقة 65، لكن الحكم ألغى الهدف بعد العودة إلى تقنية الفيديو "VAR" بداعي وجود خطأ على الحارس. وبعدها بدقيقتين فقط، نجح أوسامة المليوي في إضافة الهدف الثاني للمغرب برأسية محكمة إثر عرضية متقنة من يوسف مهري، لترتفع النتيجة إلى 2-0.
رد زامبيا جاء سريعًا، حيث تمكن أندرو فيري من تقليص الفارق في الدقيقة 70 برأسية مركزة سكنت شباك المهدي الحرار، لتصبح النتيجة 2-1، مما أعاد الإثارة للمواجهة. ومع اقتراب النهاية، واصل المنتخب المغربي ضغطه الهجومي، ليختتم البديل صابر بوغرين اللقاء بهدف ثالث في الدقيقة 90+5، بعد متابعة ناجحة لهجمة منسقة، لتنتهي المباراة بفوز المغرب 3-1.
قراءة فنية في الأداء
أظهر المنتخب المغربي توازنًا واضحًا بين الدفاع والهجوم، حيث تألق يوسف مهري في صناعة اللعب وتمرير الكرات الحاسمة، ليساهم في تسجيل الهدفين الأول والثاني. كما برز أوسامة المليوي بتحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء، بينما لعب محمد حريمت دورًا مهمًا في افتكاك الكرات وتنظيم الهجمات من وسط الميدان.
على الجانب الآخر، بدا المنتخب الزامبي متأثرًا بالضغط النفسي بعد خسارته في المباراتين السابقتين، ورغم محاولاته العودة في النتيجة، إلا أن الأخطاء الدفاعية كلفته أهدافًا حاسمة، كما أن إلغاء هدفه في الدقيقة 65 شكّل نقطة تحول كبيرة في اللقاء.
ترتيب المجموعة وحسابات التأهل
بهذا الانتصار، رفع المنتخب المغربي رصيده إلى 6 نقاط، محتلاً المركز الثاني في جدول ترتيب المجموعة الأولى، خلف كينيا التي تتصدر بـ7 نقاط. وتأتي أنغولا في المركز الثالث بـ4 نقاط، تليها الكونغو الديمقراطية بـ3 نقاط، فيما تتذيل زامبيا الترتيب بنقطة واحدة فقط، لتغادر رسميًا سباق المنافسة على بطاقتي التأهل.
تصريحات ما بعد المباراة
أعرب مدرب المنتخب المغربي، طارق السكتيوي، عن سعادته بأداء اللاعبين، مؤكدًا أن الانضباط التكتيكي والرغبة القوية في الفوز كانا مفتاح تحقيق هذه النتيجة. وقال السكتيوي: "تعلمنا الكثير من مباراة كينيا، وكان لابد أن نرد بقوة، واليوم أظهر اللاعبون شخصيتهم الحقيقية".
من جانبه، أبدى مدرب زامبيا، أفرام غرانت، أسفه على الخروج المبكر من البطولة، مشيرًا إلى أن غياب التركيز في اللحظات الحاسمة تسبب في خسارة فريقه.
الموعد المقبل
سيخوض المنتخب المغربي مباراته الحاسمة في الجولة الرابعة أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، يوم الأحد المقبل على الساعة 13:00 بتوقيت المملكة. وستكون المواجهة بمثابة الفرصة الأخيرة لحسم بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي، في انتظار ما ستسفر عنه نتيجة مباراة كينيا وأنغولا.
فوز المغرب على زامبيا بنتيجة 3-1 لا يعد فقط خطوة نحو التأهل، بل رسالة قوية مفادها أن "الأسود المحلية" عادت بقوة إلى أجواء المنافسة، وأنها تملك كل المقومات لمواصلة المشوار في البطولة الإفريقية بثبات وثقة.